لطالما أرّق العشّاق والأحباب حتى تفنن الشعراء والأدباء في وصف معشوقاتهم ومحبوباتهم به ؛ إلى أن صار رمزاً من رموز الحسن والجمال ؛ فأضفى على الجمال جمالًا وعلى الحسن حسناً .
القمر….
سمعت أحد الأدباء من ذوي الحسِّ المرهف وهو صاحبي عبد الرحمن الفلاج ذات مرّة ونحن على سفر وقد التمع قرص القمر المستدير أمامنا موجهاً اليه الحديث يقول:
أيا قمراً كسوتَ الحسنَ فخراً
إذا نوديــتَ من بـيِن الحســـانِ
كستــكَ الشمـسُ من نورٍ ومنـه
أخذت من الجمال ذرى المعاني
وألبـســك الظــــلامً وشـــــاح عـــزٍّ
فكنت على ظروف الدهر هاني
لم يترك القمر تأثيره على أهل الحب والهيام وحدهم بل على هذه الأرض وما دب عليها ؛ فكيف سيكون الحال لو أن جارنا لم يكن بجوارنا؟ أو أبعد؟ أو أقرب؟
إن هذا القمر ليس كغيره من الأقمار في مجموعتنا الشمسية له من الخصائص والمميزات ما تجعل الأرض – بفضل تدبير اللطيف الخبير – قابلة للسكنى والمعيشه.
فالإنسان منذ أن وطئت قدمه الأرض وهو ينظر للسماء متدبراً في تلك الأجرام وذيكم الأفلاك ؛ ولعل أقربها لنا كان القمر ؛ فكيف وجد وظهر وكيف بان للنظر
تساؤل حار فيه العلماء فبحثوا فيه حتى وضعوا الفرضيات وأصلوا النظريات التي تدرس نشأت القمر ؛ وفي مايلي أبرز ما تحدث عنه العلماء وآراءهم فيها.
النظرية الأولى: نظرية الخلق
وتنص على أن القمر والأرض تكوّنا من سديم كوني واحد ؛ والسديم الكوني هو مادة الصنع والوسط الذي تخلق منه الأفلاك والأجرام السماوية
ويتكون من بلازما وغبار كوني ولفيف من الغازات نتجت عن انفجارٍ ضخم لنجم مات واضمحل – سأخصص تدوينة أخرى للتحدث عن السديم والمستعرات الكونية-
استبعد العلماء هذه النظرية والسبب في ذلك أن لب القمر يختلف من حيث الحجم والمواد المكونة له عن لب الأرض.
هذه صورة لسديم النسر وتدعى بأعمدة الخلق ؛ حيث يظهر فيها ولادة لبعض النجوم.
النظرية الثانية: نظرية الحبس
تنص هذه النظرية على أنّ القمر كان يطوف في الفضاء حتى مر بالقرب من الأرض فأمسكت به قوى الجذب الأرضيّة وحبسته مذ ذاك اليوم وحتى يومنا هذا.
بَيد أن العلماء نفوا هذه النظرية ؛ وذاك بسبب أن جرماً بحجم الأرض لا يستطيع أن يقبض على جرمٍ بحجم القمر بقوى الجذب التي يملكها.
حجم القمر بالنسبة للأرض
النظرية الثالثة: نظرية الانشطار
تنص على أن الكون كان ساخناً بعد الانفجار الكبير وأن الأرض كغيرها من الكواكب كانت شديدة السخونة ؛ حتى أنها كانت كتلة من الحمم الملتهبه تدور حول نفسها
بسرعةٍ هائلةٍ ؛ وتسارعها في ازدياد مما أدى إلى تفلطحها من القطبين و تحدبها من ناحية خط الاستواء بسبب قوة الطرد المركزية ؛ أدى ذلك إلى خروج وانفصال كتلة
من الأرض من ناحية المحيط الهادي لتبدأ الدوران حول الأرض ومع مرور الوقت وبدء الكون بالبرود صلبت الأرض وكذلك القمر ليصبح على ما هو عليه في يومنا هذا.
رأي العلماء في هذه النظرية أنها مريبة ومثيرة للشك خصوصا بعد رحلات الاستطلاع اللتي ذهبت الى القمر وجلبت عينات منه ؛ بعد التحاليل وجد العلماء انها تختلف
من الناحية الجيولوجية عن قاع المحيط الهادي!
النظرية الرابعة: نظرية الاصطدام
يعتقد العلماء اليوم بأن كوكبا يدعى " أورفياس أو ثيا " كان في مجموعتنا الشمسية ؛ وأن هذا الكوكب يقع ما بين الأرض والمريخ ؛ اصطدم هذا الكوكب بالأرض
حيث أن مداره حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض حول الشمس ؛ أدى هذا الاصطدام إلى اندماج ما بين الكوكبين وتبعثر لجزء من الكوكب أورفياس ليكون حزاماً
كوكبياً حول الأرض ؛ تم الاصطدام على مرحلتين حيث أن الصدام الاول تجم عنه احتكاك ليعود الكوكب اورفياس بعد الصدام الأول فيصطدم مره أخرى فتتبعثر شظاياه
خارج ما يسمى بــ "منطقة روتش" " Roche Limit " ؛ فأثمرت هذه العملية عن تكون القمر.
مسار الكوكب أورفياس قبل الاصطدام اضغط على الصورة لرؤية الحركة
تصوير جانبي وعامودي لكيفية الاصطدام اضغط على الصورة لرؤية الحركة
باختصار فيما يتعلق بــ " منطقة روتش " : هي منطقة حول الكوكب لو أن أي جرم دخل في هذه المنطقة لتعرّض لجذب الكوكب بشكلٍ حلزوني وكلما اقترب الجرم من حد المنطقة
زادت القوى عليه حتى انها قد تعمل على تفتيته ؛ فلابد من وجود قوةٍ كافيةٍ لهذا الاصطدام لتجعل الركام بيتعد عن منطقة روتش ؛ فإذا لم تكن كافية لأصبح لدى الأرض حزام من
الكويكبات كما هو الحال مع زحل.
هنا بعيدا عن منطقة روتش يتجمع الركام ليكون القمر بشكل دائري وجميل
كلما اقترب الركام المتجمع من منطقة روتش كلما أثر في تشكل القمر من دائري الى اهليجي
عند دخول الركام المتجمع الى منطقة روتش قوة الجذب تقوم باعادة تشكيل الركام وتجزيئه
الركام المعاد تشكيله يبدأ بالدوران حول الأرض على شكل أحجار وكويكبات صغيرة الحجم
الشكل النهائي الذي يتخذه الركام ويبدأ بالدوران بشكل حلزوني حتى يصل إلى الأرض كما هو الحال مع زحل
هذه النظرية هي آخر ما توصل إليه علماء الفيزياء والفلك وأكثرها قوة وحجة ؛ في النهاية لا أحد يستطيع أن يجزم بصحة أو خطأ هذا الكلام حتى الآن
في هذه النظرية قام العلماء بكثير من التجارب والمحاكاة حتى يحصلوا على نتيجة تقترب من الواقع ينتج عنها قمرنا ؛ فإن أي تغيير في السرعة او الزاوية
لنتج عنها شيء آخر ولربما لن تكون الأرض قابلة للسكنى فهذا ان دل على شيء إنما دل على عظمة الخالق جل وعلا الذي قدر فلطف فتبارك الله أحسن الخالقين .
هذا ما تيسر جمعه وإيراده أرجو من الله أن تكون فيه فائدة.
القمر….
سمعت أحد الأدباء من ذوي الحسِّ المرهف وهو صاحبي عبد الرحمن الفلاج ذات مرّة ونحن على سفر وقد التمع قرص القمر المستدير أمامنا موجهاً اليه الحديث يقول:
أيا قمراً كسوتَ الحسنَ فخراً
إذا نوديــتَ من بـيِن الحســـانِ
كستــكَ الشمـسُ من نورٍ ومنـه
أخذت من الجمال ذرى المعاني
وألبـســك الظــــلامً وشـــــاح عـــزٍّ
فكنت على ظروف الدهر هاني
لم يترك القمر تأثيره على أهل الحب والهيام وحدهم بل على هذه الأرض وما دب عليها ؛ فكيف سيكون الحال لو أن جارنا لم يكن بجوارنا؟ أو أبعد؟ أو أقرب؟
إن هذا القمر ليس كغيره من الأقمار في مجموعتنا الشمسية له من الخصائص والمميزات ما تجعل الأرض – بفضل تدبير اللطيف الخبير – قابلة للسكنى والمعيشه.
فالإنسان منذ أن وطئت قدمه الأرض وهو ينظر للسماء متدبراً في تلك الأجرام وذيكم الأفلاك ؛ ولعل أقربها لنا كان القمر ؛ فكيف وجد وظهر وكيف بان للنظر
تساؤل حار فيه العلماء فبحثوا فيه حتى وضعوا الفرضيات وأصلوا النظريات التي تدرس نشأت القمر ؛ وفي مايلي أبرز ما تحدث عنه العلماء وآراءهم فيها.
النظرية الأولى: نظرية الخلق
وتنص على أن القمر والأرض تكوّنا من سديم كوني واحد ؛ والسديم الكوني هو مادة الصنع والوسط الذي تخلق منه الأفلاك والأجرام السماوية
ويتكون من بلازما وغبار كوني ولفيف من الغازات نتجت عن انفجارٍ ضخم لنجم مات واضمحل – سأخصص تدوينة أخرى للتحدث عن السديم والمستعرات الكونية-
استبعد العلماء هذه النظرية والسبب في ذلك أن لب القمر يختلف من حيث الحجم والمواد المكونة له عن لب الأرض.
هذه صورة لسديم النسر وتدعى بأعمدة الخلق ؛ حيث يظهر فيها ولادة لبعض النجوم.
النظرية الثانية: نظرية الحبس
تنص هذه النظرية على أنّ القمر كان يطوف في الفضاء حتى مر بالقرب من الأرض فأمسكت به قوى الجذب الأرضيّة وحبسته مذ ذاك اليوم وحتى يومنا هذا.
بَيد أن العلماء نفوا هذه النظرية ؛ وذاك بسبب أن جرماً بحجم الأرض لا يستطيع أن يقبض على جرمٍ بحجم القمر بقوى الجذب التي يملكها.
حجم القمر بالنسبة للأرض
النظرية الثالثة: نظرية الانشطار
تنص على أن الكون كان ساخناً بعد الانفجار الكبير وأن الأرض كغيرها من الكواكب كانت شديدة السخونة ؛ حتى أنها كانت كتلة من الحمم الملتهبه تدور حول نفسها
بسرعةٍ هائلةٍ ؛ وتسارعها في ازدياد مما أدى إلى تفلطحها من القطبين و تحدبها من ناحية خط الاستواء بسبب قوة الطرد المركزية ؛ أدى ذلك إلى خروج وانفصال كتلة
من الأرض من ناحية المحيط الهادي لتبدأ الدوران حول الأرض ومع مرور الوقت وبدء الكون بالبرود صلبت الأرض وكذلك القمر ليصبح على ما هو عليه في يومنا هذا.
رأي العلماء في هذه النظرية أنها مريبة ومثيرة للشك خصوصا بعد رحلات الاستطلاع اللتي ذهبت الى القمر وجلبت عينات منه ؛ بعد التحاليل وجد العلماء انها تختلف
من الناحية الجيولوجية عن قاع المحيط الهادي!
النظرية الرابعة: نظرية الاصطدام
يعتقد العلماء اليوم بأن كوكبا يدعى " أورفياس أو ثيا " كان في مجموعتنا الشمسية ؛ وأن هذا الكوكب يقع ما بين الأرض والمريخ ؛ اصطدم هذا الكوكب بالأرض
حيث أن مداره حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض حول الشمس ؛ أدى هذا الاصطدام إلى اندماج ما بين الكوكبين وتبعثر لجزء من الكوكب أورفياس ليكون حزاماً
كوكبياً حول الأرض ؛ تم الاصطدام على مرحلتين حيث أن الصدام الاول تجم عنه احتكاك ليعود الكوكب اورفياس بعد الصدام الأول فيصطدم مره أخرى فتتبعثر شظاياه
خارج ما يسمى بــ "منطقة روتش" " Roche Limit " ؛ فأثمرت هذه العملية عن تكون القمر.
مسار الكوكب أورفياس قبل الاصطدام اضغط على الصورة لرؤية الحركة
تصوير جانبي وعامودي لكيفية الاصطدام اضغط على الصورة لرؤية الحركة
باختصار فيما يتعلق بــ " منطقة روتش " : هي منطقة حول الكوكب لو أن أي جرم دخل في هذه المنطقة لتعرّض لجذب الكوكب بشكلٍ حلزوني وكلما اقترب الجرم من حد المنطقة
زادت القوى عليه حتى انها قد تعمل على تفتيته ؛ فلابد من وجود قوةٍ كافيةٍ لهذا الاصطدام لتجعل الركام بيتعد عن منطقة روتش ؛ فإذا لم تكن كافية لأصبح لدى الأرض حزام من
الكويكبات كما هو الحال مع زحل.
هنا بعيدا عن منطقة روتش يتجمع الركام ليكون القمر بشكل دائري وجميل
كلما اقترب الركام المتجمع من منطقة روتش كلما أثر في تشكل القمر من دائري الى اهليجي
عند دخول الركام المتجمع الى منطقة روتش قوة الجذب تقوم باعادة تشكيل الركام وتجزيئه
الركام المعاد تشكيله يبدأ بالدوران حول الأرض على شكل أحجار وكويكبات صغيرة الحجم
الشكل النهائي الذي يتخذه الركام ويبدأ بالدوران بشكل حلزوني حتى يصل إلى الأرض كما هو الحال مع زحل
هذه النظرية هي آخر ما توصل إليه علماء الفيزياء والفلك وأكثرها قوة وحجة ؛ في النهاية لا أحد يستطيع أن يجزم بصحة أو خطأ هذا الكلام حتى الآن
في هذه النظرية قام العلماء بكثير من التجارب والمحاكاة حتى يحصلوا على نتيجة تقترب من الواقع ينتج عنها قمرنا ؛ فإن أي تغيير في السرعة او الزاوية
لنتج عنها شيء آخر ولربما لن تكون الأرض قابلة للسكنى فهذا ان دل على شيء إنما دل على عظمة الخالق جل وعلا الذي قدر فلطف فتبارك الله أحسن الخالقين .
هذا ما تيسر جمعه وإيراده أرجو من الله أن تكون فيه فائدة.
تعليقات
إرسال تعليق